يا حبيبي ما أحببتك قط كما أحبك الآن لأنك جعلتني أكف عن حبك . جعلتني أنساق وراء الوهم الأزرق والريح المدوية التي تجتث معها الذكريات وتذريها كالهشيم .. لقد علمتني أن الحب قارب يسري في نهر اللارجوع ومجدافاه انسانان أحبا بعمق وتعقل في محيط مجنون وعلمتني أن ازدواجية العلاقة بين التحليق المستمر في الوجودية وبين اللارجوع لا تؤثر على قارب تزينه الهوادج يسري في تيار صامت كشلال أخرس يتلون بالدوائر المتدفقة التي تدور وتدور وتدور حتى تضمحل .. علمتني أنه مع تلك القاهرات يبقى القارب مبحرا ما داما مجدافيه يدفقان بالحركة فلا يقف عند عقبة زمان أو تشبث مكان أو إغراءات الظروف ..
علمتني أن الألم ينتصب كعود ثقاب زاخما زاحفا جارا أذيال النوى والوجع والوحدة عندما ينفصل أحد المجدافين عن القارب فيتوقف حينها الزمن المشدود إلى القلب عن الحركة ويبقى ساكنا .. ويدور القارب بفعل المجداف المتبقي الوحيد في حلقة مفرغة لا طائل منها قاطعا مسافات خاوية متعبة . علمتني أن في مثل ذلك الموقف على القارب أن يحرم المجدافين كليهما من لذة التواصل ومن حق المسيرة لأن الهدف قد اقترب من هوة تمنعه من التحقق ..
لكل ذلك لك سهري وحرماني ولك اندفاعي تائه مشدوه .. مهاجرا إليك
فعد إلي ولك الانصياع